الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية رأي: مشروع "إخفاء الوجه".. بين المناورة و التفخيخ بقلم: الــمنـذر بن عــزوز وحــادة

نشر في  01 أفريل 2016  (13:55)

بقلم: الــمنـذر بن عــزوز وحــادة

ما هي الدلالات السياسية الحقيقية وراء تقديم مشروع قانون من قبل كتلة "الحرة" ومن وراءها حركة مرزوق بمنع " إخفاء الوجه " في هذا الوقت بالتحديد؟ و في لحظة سياسية تفصل بين مؤتمرين إثنين هما: مؤتمر حركة النهضة أولا وبعده مؤتمر حركة مشروع توس ثانيا؟ هـــــــل تقديم هكذا مشروع من طرف هذه الكتلة النيابية في هذا الظرف تحديدا له من المرتكزات /الدستورية /السياسية / الأمنية / القانونية ما يجعله يحفظ الأمن القومي للبلاد؟ أم أن تقديمه في هذا الظرف لا يعدو فقط عنوانا للمزايدات السياسية يمكن أن يهب لأصحابه نـيشان المبدئية و الوطنية؟

ماذا لو رفض هذا الطرف أو ذاك هكذا قانونا بتعلة قوة ما تضمنه الدستور من الإقرار بالحريات العامة والخاصة ومنها حرية اللباس... هل سيتم حين ذلك وضع هؤلاء الرافضين في خانة المؤيدين للإرهاب؟ الموضوع ليس بهذه البساطة والسهولة أو بهذه السطحية السياسية كما يعتقد مقدمو هذا المشروع، إنه في غاية من الدقة والحساسية والخطورة وبإمكانه أن يتجاوز حدود جالسي قبة باردو كما يتجاوز أيضا انتهازية بعض العقول الجامدة و "المحطبة".

شخصيا لا أعتقد أن كتلة " الحرة " أو من وراءها تطرح هكذا مشروعا من زاوية المبدئية أو القناعة السياسية والفكرية بقدر ما هي مناورة سياسية ذكية حتى لا أقول "مفخخة" الهدف منها البحث عن فرز سياسي جديد يمكن أن يحرج هذا و يبحث عن ود ذاك، وهي محاولة كذلك من كتلة "الحرة" وجماعة مرزوق البحث عن ضربة سياسية اعلامية لإثبات الوجود و الذات والتموقع، كذلك هي محاولة لإختبار مدى صلابة التوافق بين كتلة النداء وكتلة النهضة ومحاولة كسب المترددين من الندائيين في الإلتحاق بمرزوق.

في النهاية، مهما كانت القراءات والإستنتاجات، فإن هكذا موضوع يجب أن يطرح ضمن المؤتمر الوطني ضد الإرهاب كغيره من العناوين الحارقة ذات الصلة بالإرهاب من اغتيالات سياسية وغيرها من جرائم ارتكبت في حق أبناء الشعب.